رحله الحبيب محمد صلوات الله عليه الى بصرى 00 وقصه الراهب بحيرى
ان الرحله من هاهنا الى بصرى تحتاج ساعات وساعات 0 وحتى نصل الى هناك فان الرحله تقتضي السفر واجتياز حدود ووقت وايضا مصاريف 0 من الممكن حصرها احيانا واحيانا اخرى يصعب حصرها لان السفر كثيرا مايحمل مفاجات كثيره 0 من المصاريف والنوم ومتابعه السفر والمواصلات ولهذا كانت رحلتى اعتباطيه 0 ولا يكاد ما احمله يتجاوز الالفى دولار كحد اقصى ولكنني كنت انوي السفر بعون الله تبارك وتعالى وتوفيقه فان جزيرتنا العربيه وبلاد الشام كلها ارض الانبياء والصديقين والصالحين والحكماء 0 وان خير الاخبار ان تراها او تسمعها من مكانها لهذا كان لابد ان اسافر الى بصرى 0 ولانني ادرك تماما بان بصرى مدينه عريقه بعراقه التاريخ فهي من اهم المدن التاريخيه للقوافل منذ اقدم العصور 0 فهى اقرب المدن لمدينه ام الجمال 0 والتى كانت في العصور الغابره يحكمها الامبراطور الحكيم 0 ماركوس اوريلوس 0 وايضا فهي الاقرب لطريق القوافل وطريق روما الممتده من الصين الى الشرق عبر تركيا وحلب وحتى بصرى ومن ثم تتوجه معان ان كانت تقصد القوافل مكه او ان تتجه الى البتراء ان كانت تقصد غربا باتجاه الاراضي المقدسه ومصر
لهذا فان موقع بصرى هام جدا ومنها تنطلق القوافل باتجاه الغرب نحو بحيره المزيريب السوريه للتجه القوافل حينها نحو شمال فلسطين
لهذا كان لبصرى دور حيوى جدا على طريق التجاره
لان معظم المدن الممتده من بصرى الى الشام جميعها كانت مدن عامره بالمدن الاثريه القديمه والكنائس فليس غريبا ان تكون بصرى الاكثر اهميه من بين هذه المدن
وما ان وصلت الى درعا على الحدود السوريه حتى توجهت من هناك الى بصرى والتى لا تبعد عن درعا كثيرا حيث لا تكاد المسافه بالسياره تزيد عن ساعه الا ربع بالسياره من درعا الى بصرى وتقع طريها على يمين الشارع الرئيس المتجه الى دمشق بينما تكون بحيره المزيريب على يسار المسافر لدمشق
وما ان اطللت عليها حتى وجدت ان معظم حجارتها بركانيه زرقاء قاتمه تميل للسواد وقد علمت سر ذلك حينما اتجهت نحو الشمال باتجاه دمشق لاجد الجبل الاسود وجبل شيحان وهما تلال بركانيه وقد اعلمنى بعض السكان بان الجبال البركانيه تكاد تبلغ في هذه المناطق حوالى سبعه جبال بركانيه كانت تثور في الازمنه القديمه وتنفث حممها القاتله مما دمر هذه الحضارات وبقيت اثارها لكثره ماتعرضت للزلازل البركانيه عبر العصور 0 ويستطيع الزائر للمنطقه ان يطلع على اثار ومدن كثيره جدا تمتد من بصرى باتجاه جبل العرب وحتى ما بعد الشيخ مسكين وهو ما يكاد يكون منتصف المسافه من درعا الى دمشق وكلها اثار رائعه ومدهشه جدا
وما ن وقفت لالتقط بعض الصور حتى وجدت بان معظم السكان هناك يشيرون الى عامودين وفوقهما ما يصل بينهما من صخور ذات نقوش وتسمى سرير بنت الملك وهذه القصه معروفه جدا جدا وللجميع ولا يكاد احد من سكان بصرى لايعرف قصتان الاولى قصه الراهب بحيرى 0 وقصه سرير بنت الملك 0 وتتلخص قصه سرير بنت الملك ان 0 احد الملوك الذين كانوا يحكمون المدينه 0 كان لايؤمن بالموت والنشور 0 لهذا قرر ان يعمل لابنته سريرا عند باب المدينه لايمكن لاحد ان يمر دون ان تراه من موقعها على سريرها او نافذه قصرها على باب المدينه 0 وقد اخبره الكهان بان ابنته ستموت بالسم 0 على يد حشره 0 وهذا مازاده غضبا وتحديا 0 فصنع لابنته برجا مشيدا على باب المدينه حتى لايمكن للموت ان يصل اليها وما ان اضحت في قمه شبابها حتى شاهدت فلاحا يمر من تحت برجها الواقع فوق بوابه المدينه ومعه سلال كبيره من العنب الذي لازالت وحتى هذه الساعه المنطقه مشهوره بزراعته ولا تكاد ترى اثرا من الاثار الا وعليه عروق العنب او عناقيد عنب لشهرته هناك عبر التاريخ
وما ان شاهدت الاميره من برجها المشيد العنب حتى امرت خدامها ان ياتوها منه فورا 0 وكان الطعام يمر اليها عبر مراحل كثيره من الرقابه من الكهان والحرس والمهتمين بحمايتها من الموت كما ذكر الكهان لوالدها الملك
0 وتقول القصه بان الاميره وبعد ان ارسل اليها العنب بعد تفتيشه وغسل العنب وما ان مدت يدها لتاكل اول حبه منه حتى لدغتها عقرب صفراء صغيره مما جعلها تصرخ فزعه 0 ولم يستطع والدها ان يمنع عنها الموت فغضب على البرج وهدمه حزنا 0 واتمت العوامل الطبيعيه والزلازل عمله فلم يبق منها الا ما تبقى
00 والقصه الاخرى هي قصه الراهب بحيره ومبيته ومبرك الجمل حيث برك جمل الرسول عليه الصلاه والسلام فبقيت اثاره في الصخر وحتى الان لازالت هذه الصخور بارزه للعيان ويشاهدها كل زائر لبصرى حيث ان مبرك الجمل 0 وبيت الكاهن وكنيسته هما ابرز المعالم التى يبحث عنها الزائر الغريب
وحتى لااطيل اترك بين ايديكم الصور لتعبر بصوره اكثر دقه من الكلام 0وارجو الله ان تنال اعجابكم والحمد لله الذي من علينا برحمته وارانا بكرمه ملكه واياته في الارض كرما منه وفضلا عظيما
قصه الراهب بحيرى
خرج أبو طالب إلي الشام للتجارة وخرج معه النبي صلي الله عليه وسلم وفى طريقهم كانوا يمروا بالراهب بحيرا وحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكان من قبل لا يخرج إليهم ولا يلتفت فظل يتفحصهم ويبحث بينهم عن شخص معين حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له بعض شيوخ قريش: ما علمك؟ فقال حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر (سقط) ساجدا ولا يسجدان إلا لنبي وأني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه (رأس لوح كتفه) مثل التفاحة واقسم عليهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فان الروم إذا عرفوه سيقتلوه.
كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عبدالمطلب مع عمه أبي طالب ، وكان عبدالمطلب - فيما يزعمون - يوصي به عمه أبا طالب ، وذلك لأن عبدالله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبا طالب أخوان لأب وأم ، أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم .
قال ابن هشام : عائذ بن عمران بن مخزوم
ولاية أبي طالب لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال ابن إسحاق : وكان أبو طالب هو الذي يلي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جده ، فكان إليه ومعه .
اللهبي العائف
قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، أن أباه حدثه : أن رجلا من لهب - قال ابن هشام : ولهب : من أزد شنوءة - كان عائفا ، فكان إذا قدم مكة أتاه رجال قريش بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم .
قال : فأتى به أبو طالب وهو غلام ، مع من يأتيه ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم شغله عنه شيء ، فلما فرغ قال : الغلام علي به ، فلما رأى أبو طالب حرصه عليه غيَّبه عنه ، فجعل يقول : ويلكم ، ردوا علي الغلام الذي رأيت آنفا ، فوالله ليكونن له شأن . قال : فانطلق أبو طالب .
قصة بحيـــــــــــــــــــــــرى
محمد صلى الله عليه وسلم يخرج مع عمه إلى الشام
قال ابن إسحاق : ثم إن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام ، فلما تهيأ للرحيل ، وأجمع المسير صب به رسول الله صلى الله عليه وسلم - - فرق له أبو طالب وقال : والله لأخرجن به معي ، ولا يفارقني ، ولا أفارقه أبدا ، أو كما قال .
فخرج به معه .
بحيرى يحتفي بتجار قريش
فلما نزل الركب بُصرى من أرض الشام ، وبها راهب يقال له بحيرى في صومعه له ، وكان إليه علم أهل النصرانية ولم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب ، إليه يصير علمهم عن كتاب فيها ، يتوارثونه كابرا عن كابر .
فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى كان ذلك العام . فلما نزلوا به قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا ، وذلك عن شيء رآه و هو في صومعته ، و أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في صومعته ، في الركب حين أقبلوا ، وغمامة تظله من بين القوم .
استظل تحتها ؛ فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته ، وقد أمر بذلك الطعام ، فصنع ثم أرسل إليهم ، فقال : إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش ، فأنا أحب أن تحضروا كلكم ، صغيركم وكبيركم ، وعبدكم وحركم : فقال له رجل منهم : والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم ، فما كنت تصنع هذا بنا ، وقد كنا نمر بك كثيرا ، فما شأنك اليوم ؟ قال له بحيرى : صدقت ، قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم .
فاجتمعوا إليه ، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم ، لحداثة سنه ، في رحال القوم تحت الشجرة ؛ فلما نظر بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده ، فقال : يا معشر قريش ، لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي ؛ قالوا له : يا بحيرى ، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام ، وهو أحدث القوم سنا ، فتخلف في رحالهم ؛ فقال : لا تفعلوا ، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم . قال : فقال رجل من قريش مع القوم : واللات والعزى ، إن كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبدالله بن عبدالمطلب عن طعام من بيننا ، ثم قام إليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم .
بحيرى يتثبت من محمد صلى الله عليه وسلم
فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده ، قد كان يجدها عنده من صفته ، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا ، قام إليه بحيرى ، فقال له : يا غلام ، أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ؛ وإنما قال له بحيرى ذلك ، لأنه سمع قومه يحلفون بهما . فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : لا تسألني باللات والعزى شيئا ، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما ؛ فقال له بحيرى : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ؛ فقال له : سلني عما بدا لك .
فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره ؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره ، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ، ثم نظر إلى ظهره ، فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده .
قال ابن هشام : وكان مثل أثر المحجم .
بحيرى يوصي أبا طالب بمحمد صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : فلما فرغ ، أقبل على عمه أبي طالب ، فقال له : ما هذا الغلام منك ؟ قال : ابني . قال له بحيرى : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ؛ قال : فإنه ابن أخي ؛ قال : فما فعل أبوه ؟ قال : مات وأمه حبلى به ؛ قال : صدقت ، فارجع بابن أخيك إلى بلده ، واحذر عليه يهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا ، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم ، فأسرع به إلى بلاده .
000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000