الجنبيه في تراث الحياه اليمنيه
الجنبيه هي تراث يمني وتعتبر خنجرا مصنوعا من الفولاذ ومقبض منوع اما من عاج ثمين او ذهب او فضه مطعم باحجار كريمه . وغمد مطرز باسلاك الفضه او الذهب مصنوع من جلد الثيران او البقر او الحيوانات . وذلك حسب الوضع الاجتماعي لحامله . فكلما كان وضع . الجنبيه غاليه الثمن ومطعمه بالحجاره الكريمه والعاج فان الوضع القبلي والوضع المادي لحاملها يكون كبيرا لغلاء سعرها وقيمتها الماديه وليس في العالم من يستطيه ان يقوم بصناعه هذا الفن التراثي للجنبيه مثل الفنان اليمني وقد امتد هذا التراث او الجنبيه كتراث من اليمن لتصل الى دول عده في منطقه الخليج العربي . كنوع من الجمال والابهه الاجتماعيه والتقاليد وتعبير عن المكانه ايضا . في المجتمع
دور الجنبيه في الحياه اليمنيه
بينما كنت اتجول في صنعاء لاحظت بان الجميع يتمنطق بجنبيه يضعها على بطنه . والامر الذي اثار الاسئله لدي هو ماحاجه اليمني للخنجر والسيف ايضا في ازمنه وعالم . يتسلح بالاسلحه النوويه ووصل الانسان عصر الفضاء . والجنبيه سلاح ابيض كان له دور في الازمنه القديمه . حينما كان العالم يخشى الغزو والحروب . بالاسلحه البيضاء كالسيف والرمح والخنجر والسهام . وحتى المنجنيق . كل هذه الاسلحه المنقرضه تحولت الى اشياء ديكوريه في البيوت نحتفظ بها كتذكارات جماليه . ولم يعد لها فعاليه . بل ان بعض الدول تعاقب قوانينها حمل السلاح الابيض . في الاماكن العامه والاسواق . فماهو السر في ان يبقى اليمني محتفظا بطابعه وحمله للجنبيه واكثر ما اثار حفيظتي للتحقق والبحث هو رؤيتي لصبيه صغار لايتجاوز عمر الواحد منهم التسع سنوات وهو يحمل جنبيه على بطنه متفاخرا بها كرجل .
ساعتها اخذت تتبلور لدي الفكره في البحث عمن يجيب عن مثل هذه الاسئله وعدت الى الفندق وانا اجد الحاحا غريبا في داخلى للبحث عن حب اليمانيين للجنبيه واقتنائقها والتفنن بصنعها واقتنائها للصغار والكبار وبتفاخر كبير
الجنبيه واسرارها القبليه
حينما عدت الى الفندق كان هناك الحاح من اين ابدا للحصول على الجواب و هنا في صنعاء في شهر رمضان يختلف كل شيء فلا باعه ولاعمل ولا تجاره . ولا احد في الشوارع وفي قلب العاصمه صنعاء كنت الوحيد الذي يسير في قلب صنعاء سيرا على الاقدام الجميع يستيقظون قبيل المغرب لتتحول صنعاء كعروس تستيقظ تجلياتها في رمضان ليلا . وحتى اذان الفجر . ولا توجد الا القليل جدا من المؤسسات الرسميه التى تعمل في رمضان والبريد من ضمن هذه المؤسسات حيث يفتح مكتب البريد الساعه العاشره صباحا وحتى الثانيه عشره ظهرا فقط ساعتان يوميا في رمضان . ومن كانت له معامله رسميه فعليه ان ينتظر حتى ينتهى الشهر الكريم وعيد الفطر المبارك .
دخلت الفندق فوجدت الموظف الشاب يطالع بالصحيفه التى اكتب بها وبمحض الصدفه ساعدتني الظروف على ذلك فقد كنت احتفظ بجواز سفري لديه . ويبدوا بانه قد لفت نظره وجود صورتي على الكتابه التى اكتبها في الصحيفه وكانت حينها صفحتان حول الرحلات . وحينما وصلت قبالته ابتسم قائلا . انت صحفي فقلت له نعم وادركت سر هذا فقد وجدت الصحيفه بين يديه انها الصحيفه التى انشر بها صفحات عده . عن الرحلات حول العالم وايضا صفحات خاصه لى تحوي ادبا ساخرا تميزت بكتابته . ونظرت اليه وكان يجلس وهو يتمنطق بالجنبيه على بطنه . فقلت له . هناك شيء ربما لفت نظري بقوه في اليمن تحديدا . هو ان الجميع يرتدي الجنبيه فلماذا ترتدونها . وماذا تعني الجنبيه لليمني تحديدا .
نظر الى بدهشه وكانني لمست شيئا هاما كان من المفترض ان يعرفه الجميع لا ان اكون كعربي اجهله ككوني عربي فخرج من الغرفه الصغيره والتى تحوي خزانه كبيره واجهه وكمبيوترا للعمل . وجلسنا معا في قاعه للفندق يستخدم للجلوس وكقاعه طعام ايضا وقبالتنا شبه كفتيريا . بداخل الفندق واخذ يشرح قصه الجنبيه كما وصفها لي قائلا ..
ان الجنبيه اليمنيه هي لصيق هام جدا بالشخصيه اليمنيه القبليه . ولا يمكن لذكر يمنى ان يسير بدون جنبيته فهذا يعني نقصا في شخصيته وكيانه كرجل يمني . يعتز بكينونته كيماني فاليماني والجنبيه كل واحد وان كانا كيانين فالرجل او الذكر يعتبر الجنبيه هي شخصيته الحقيقيه القبليه . وحتى يعطيني دلاله على ذلك ضرب لى مثلا فقال . ان وجود الجنبيه ونوعها وماهيها وحتى صنعها هويه شخصيه لحاملها اليماني ومعروفه للجميه وحتى نوع مقبضها ولكل شعب من الشعوب العربيه تراثه الخاص . فلو ان رجلا جاء الى يماني وهو يطلب الحمايه . فانه سوف يطلبها من اقرب الناس حال لاحدوث ذلك ان كان مطلوبا لثار او لدين او لشيء وهو خائف يطلب الامان . فانه أي الرجل الذي يستجير به . يطلب الحمايه والجيره من اليماني . فيقوم اليماني باعطائه جنبيته والباسه اياها . وهذا يعني بان القبيله كلها التى ينتمي لها المستجار به صاحب الجنبيه ستكون ملزمه اخلاقيا واجتماعيا بحمايه الرجل لانه يحمل جنبيه رجل من العشيره تم الاستجاره به وعلى العشيره كلها حمايه الجوار للمستجير . وقد يمتد الجوار والحمايه لاكثر من قبيله تكون حليفه للقبيله التى اجارت الرجل الذي اعطي جنبيه المجير له من نكبته . وان عدم الحمايه وهوغير ممكن حدوثه يعتبر وصمه لايمكن محوها ابدا فالمستجير يجار من اليمانيين جميعا ممن هم من اهل القبيله للرجل المجير . لان الجنبيه علامه مميزه تعني شخصيه اليماني ولا يجوز التفريط بها . وهي سمه لكل ذكر ولكل ذكر يحمل الجنبيه ان يتحمل هذه المسؤليه . وهذه التبعه وهو سعيد وراض وهى رمز للرجوله والقبليه تماما
وقد ينتج عن ذلك بعض المتاعب للمجير وقبيلته من جراء ذلك حسب الجرم والعياذ بالله الذي ارتكبه المستجير بصاحب الجنبيه . وعلى المجير ان يقوم بواجبه تماما وان يتحمل مسؤليه هذا الواجب القبلي . وقد يكون المستجير مطلوبا من الدوله او الحكومه . وهذا يصعب دور صاحب الجنبيه المستجار به امام المسؤليات امام الدوله . مما يعقد الوضع ولان التقاليد عندنا كما يضيف اليماني المتحدث هي دستور يماني اخلاقي فان له قوانينا اخلاقيه عاليه ومفهومه للجميع يتمسكون بها . فان مثل هذا الوضع سيكون له . طريقه معالجه اخرى لاتعيب المجير . ولا تؤذي المستجير . بل حلول ترضى جميع الاطراف ولو كانت الحكومه هي الطالبه للمستجير وباخلاقيات ترثيه راقيه وتقاليد عربيه اصيله لاتحتمل الظلم والضيم لاحد
هذه هي قصه الجنبيه كما رواها صديقنا اليماني في الفندق .
وهناك اسواق معروفه . لصناعه الجنبيات وصناع جنبيات معروفين . ومحلات مشهوره لبيع الجنبيات . تفنن بصنعها فنان يمني حفظ تراثه العريق عن ظهر قلبه فنقله للعالم عبر وسائل شتى ومنها الجنبيه وفن صناعتها